الأحد، ١٥ يونيو ٢٠٠٨

ازرع بدون تراب

ممكن تزرع بدون تربة؟؟ اكيد الجواب نعم والبحث المرفق يوضح الطريقة التي تتم فيها الزراعة بدون التربة.
الزراعة بدون تربة
مقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم. أعلم أن الكثير من الشباب و الشابات يتوقون لمعرفة كيفية الزراعة من دون تربة خاصة بعدما قدّم لها - مشكورين - الأستاذ عمرو خالد و المهندس أسامة البحيري في برنامج صناع الحياة على قناة إقرأ. كما أود أن أنوه إلى جهود موقع إسلام أون لاين في المساعدة على نشر الفكرة في العالم العربي. و في الواقع إن الزراعة من دون تربة لها أشكال عدة هي: الزراعة في الماء (hydroponics), و الزراعة في الهواء (aeroponics) و الزراعة في الأوعية (container gardening). أما النُظُم المتبعة لزراعة المحاصيل في كل من هذه الأشكال فهي عديدة و لا نرى ضرورة لذكرها. و بما أن النظامين الأولين يحتاجان إلى يد عاملة متخصصة و رأس مال لا بأس به عند تطبيقهما, سنسرد - فقط - في هذه المقالة كيفية الزراعة في الأصص ( أوعية ), أو كما يسمّونها "طربيزات". السبب هو أن هذا النظام سهل و منتج و لا يحتاج إلى خبرة واسعة. و فيما يتعلق بالنظامين الأولين فقد تم مناقشتهما على حدى تحت عنوان: الزراعة في الماء.
إن الزراعة في الأوعية يمكن إجراءها إما على سطح المنزل (لزراعة الخضراوات و الأعشاب), أو في داخل المنزل (لزراعة نباتات الزينة التي لا تحتاج إلى شمس مباشرة), أو على الشُرفة. و لكن السؤال المطروح هو: لماذا الزراعة من دون تربة مهمّة ؟ .. الجدول التالي يجيبنا على السؤال.
حسنات و سيئات الزراعة في الأوعية

السيئات

1- تكلفتها أعلى من الزراعة التقليدية خاصة إذا تم إعتماد نُظُم الزراعة الهوائية و المائية.
2- تحتاج إلى متابعة أو رعاية أكبر من الزراعة التقليدية, خاصة و أن عملية ري المحاصيل يجب أن تتم ثلاث مرات يوميا. لكن يمكن تفادي ذلك إذا تم إعتماد نظام الري بالتنقيط.
3- بالرغم من أن نباتات الخُضر و الزينة و الأشجار يمكن زرعها في أوعية إلا أن هناك بعض المحاصيل التي لا تنجح بشكل جيد: كالكوسا, و الذرة, و البطاطا, و الجزر.
4- ضرورة تحسن جودة التربة و مستوى خصوبتها كل مدّة - بواسطة الأسمدة.

الحسنات

1- إنتاج كمية محاصيل أكثر من الزراعة التقليدية, خاصة إذا تمت الزراعة على سطح المنزل (حيث تضرب أشعة الشمس النبات مباشرة), أو على الشرفة.
2- سهولة نقل الأوعية و الصواني في الفترات الشديدة البرودة أو السخونة.
3- تحكّم المزارع بجودة التربة من خلال إستعماله لمواد (بيئات) مخصصة للزراعة في الأحواض (مثل البيتموس و غيره).
4- سهلة و يمكن للجميع أيا كانت أعمارهم أن يقوموا بها. يمكن للأمهات و ربّات المنازل أن يقوموا بها بكل سهولة.
5- توفير للمياه يصل إلى 90 % أكثر من الزراعة التقليدية خاصة و أن المياه تُجمع في أواني و تُستخدم من جديد.

الأشياء التي نحتاج إليها لزراعة المحاصيل في أوعية خارج المنزل (السطح, الشرفة, ...) :
الأوعية المصنوعة من الخُث ( peat pots )
(الأوعية و الصواني (خشبية و بلاستيكية

الأوعية و الصواني: هناك أربعة أشكال من الأوعية المعروفة المستخدمة لزراعة المحاصيل من دون تربة. هناك أولا "الطربيزرات" أو المراقد المصنوعة من الخشب أو البلاستيك, و يتراوح قطرها ( 1 * 1 متر .. أو حسب الحاجة) و التي لا يجب أن يقل عمقها عن 10 سم حتى تنموا جذور النباتات بشكل جيد. وهناك الأوعية البلاستيكية و هي على عدة أحجام و أشكال أيضا. وهناك الأوعية المصنوعة من الخُث المضغوط (peat pots) و التي تشبه الأنواع السابقة إلا أنها تتميز بقُدرة زراعتها مع الشتلة التي بداخلها في التربة, و أخيرا هناك الأوعية المصنوعة من البيتموس (peat moss - نوع من الطحالب) المضغوط, وهي تأتي على شكل كُرات قابلة للتمدّد ليصبح شكلها أسطوني إذا ما نُقعت بالماء, و تحتوي بداخلها على البيتموس, و تتميز هذه أيضا بإمكانية طمرها في التربة مع النبات.

أود القول أن النوعين الأخيرين هما - عادة - للإستعمال في حال زراعة البذور في مكان مُغلق في وقت تكون فيه العوامل الجوية لا تسمح بزراعتها في الخارج, لذلك تُزرع فيها البذور بشكل مؤقت لغرض نقلها إلى الحديقة حين تسمح الظروف. أما النوعين الأولين (الصواني الخشبية و البلاستيكية) فيمكن زراعة البذور أو الشتلات فيها بصورة دائمة دون الحاجة إلى نقلها إلى الحديقة.

و الجدير بالذكر هو أن أهم عامل يجب توافره في الأوعية و المراقد هو: وجود فُتُحات لتصريف المياه في أسفلها (قد يكفي وجود فتحة واحدة قطرها 5 سم ), و إن لم يكن هناك فتحة, فستُثقل التربة بالمياه و بالتالي تتعفّن جذور النباتات.

أخيرا, كلما كانت النباتات التي نزرعها كبيرة كلما تطلب ذلك أوعية أكبر (فالأشجار مثلا تُزرع في براميل و الخضراوات تُزرع في المراقد و الأوعية). تعلّم بالصوت والصورة كيفية صنع "طربيزة" و تعرّف على النُظُم المتبعة في الزراعة من دون تربة [ إضغط هنا.



التربة (البيئة): إن إختيار نوعية التربة هو أمر بالغ الأهمية. و إن أكثر أنواع التربة المستخدمة لغرض الزراعة من دون تربة هي تلك المتألفة من خليط البيتموس مع البيرلايت (perlite) - صخور بركانية), و في بعض الأحيان يضاف لها الأسمدة العضوية. إن إستخدام البيتموس لوحده من دون البيرلايت يمنع من تأمين مصرف جيد للمياه (لذلك فإن من خصائص البيرلايت تأمين مصرف جيد للمياه و توفير تهوئة جيدة للتربة و الجذور.

أما في ما يتعلق بإستخدام تربة الحقل لهذا الغرض, فهذا أمر غير مُستحب لأن تربة الحقل لا تُسمن و لا تُغني عن جوع, فقد تحتوي على الحشرات, و بذور الأعشاب الضارة, و فطريات, مما يؤدي إلى الإضرار بالنباتات المزروعة. ولكن لتفادي هذه المشكلة يمكن تسخين التربة في فرن الغاز على درجة حرارة عالية لمدة 10 دقائق للتخلض من كل ما فيه من فطريات و غيرها و تُستعمل عندئذن بأمان. و في حال الإصرار على إستخدام تربة الحقل هناك عدة شروط يجب توافرها: أولا, عليك بخلط كمية التربة التي ستسخدمها بكمية مساوية لها من الرمل (أو البيرلايت بدلا من الرمل), إضافة إلى كمية مماثلة البيت موس, ثم يُضاف إلى الخلطة مقدار ملعقة كبيرة من الجير (الكُلس). و إن لم تستطع الحصول على تلك المواد فيكفي إضافة كمية كبيرة من السماد العضوي إلى تربة الحقل و تزرع فيها ما تشاء. و بالنهاية تبقى التجربة أحد الأمور التي نتعلم منها.
أما بالنسبة للمقادير فتحتاج الطربيزات أو الصواني الخشبية - الوارد شكلها في الصور - و التي تبلغ مساحتها (1 متر * 1 متر ) و يبلغ عمقها حوالي 10 سم - إلى 100 ليتر من خليط التربة الذي تحدثنا عنه آنفا (و لاحظ أن المكيال هو بالليتر).

هناك خلطات عديدة أخرى من الأتربة الجاهزة للإستخدام في الزراعة في الأوعية, إلا أن جميعها يتميز بالتالي: (1) تزوّد النبات بالمواد الغذائية اللازمة, (2) تحتفظ بالرطوبة اللازمة, (3) تسمح بتصريف الرطوبة الزائدة من التربة. يمكن الحصول على خلطات التربة الجاهزة من المتاجر الزراعية, أو يمكن شراء الأسمدة و البيتموس و البيرلايت كُلٌّ على حدى ثم تخلطها أنت في المنزل بحيث تكون كمية كل مادة مساوية للأخرى. ملاحظة: إن المواد المخصصة للزراعة في الأوعية التي تضاف إلى خلطات الأتربة (كالبيتموس و البيرلايت) أخف وزنا من المواد البديلة المقابلة لها (كالرمل و تربة الحقل), لذلك خذ هذا بعين الإعتبار إن كنت تريد أن تزرع بشكل موسّع على سطح منزلك. للمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على فيلم: كيف تصنع وعاء للزرع



عمليات خدمة المحاصيل:

الري: تمتاز عملية زراعة المحاصيل في أوعية بأنها موفّرة للمياه, ففي معظم الأحيان, يتم تجميع المياه الخارجة من فُتحات الصرف, بحيث لا تتسرّب على السطح أو الأرض, و تُستخدم مرة أخرى (خاصة عند الزراعة في طربيزات كبيرة - حيث تكون مرتفعة عن الأرض و يمكن وضع وعاء تحتها لتجميع المياه). يكون الري ضروريا كل يوم إذا كنت تزرع على سطح منزلك, أما إذا كنت تزرع على الشرفة فلن يتطلب ذلك ري بشكل يومي لأن أشعة الشمس لا تصل طوال اليوم إلى الشرفة. و نظرا لكمية التربة القليلة جدا الموجودة داخل الأوعية (مقارنة مع ما في الحديقة) فإنها تجف بسرعة, لذلك عليك ان تروي النباتات مرتين أو ثلاث مرات في اليوم, على أن تكون إحداها بالمحلول الغذائي. بالعموم إن ذبول النبتة سيكون مؤشرا على إحتياجها للماء. و خذ بعين الإعتبار أن خليط الأتربة المخصصة للزراعة في الأوعية تجف بسرعة أكبر - لأنها تحتوي على البيتموس. يمكن التقليل من إستخدام المياه عبر إستخدام أوعية كبيرة الحجم قادرة على إستيعاب كمياة أكبر من المياه. كما يمكن تمهيد الأوعية بالقش والمواد العضوية أو وضعها في أمكان مظلّلة نسبيا للتخفيف من حدة تبخر الماء منها. والمهم في النهاية أن لا نترك النباتات تجف بحيث تتشقق التربة التي نزرع فيها المحاصيل

نموذج عن المحاليل الغذائية

إضافة المحلول الغذائي: محلول يُضاف إلى ماء الري, يُستخدم بشكل خاص عند زراعة المحاصيل من دون تربة, يحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها النبات سواء كانت عناصر كبرى (التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة, و المتألفة من النيتروجين, و الفوسفور, و البوتاسيوم, و الكالسيوم, و المغنيسيوم, و الكبريت) أو صغرى (التي يحتاجها النبات بكميات صغيرة, و المتألفة من: الحديد, و المنجنيز, و النحاس, و الزنك, و الموليبديم, و البورون, و الكلورايد). إن المحلول الغذائي هو على هيئة محلول مركّز 100 مرة, حيث أن اللتر من المحلول يُخفّف (أو يُضاف) على 100 لتر من الماء، وهو في الأصل محلولين: محلول أ ويحتوي على نترات كالسيوم وحديد - حيث يأخذ اللون الأحمر، ومحلول ب ويحتوي على باقي العناصر الكبرى والصغرى ويأخذ اللون الشفاف. ويتم إضافة لتر من المحلول أ إلى الـ 100 لتر من الماء ثم يعقب ذلك إضافة لتر من المحلول ب إلى نفس الـ 100 لتر ماء. ولا يجب إضافة المحلول أ إلى المحلوب ب دون ماء منعاً لحدوث أي ترسيب للمحلول. ليس للمحلول المغذي أي تأثير سلبي على المحاصيل حيث أن المحلول لا يختلف عن السماد العضوي بل يحتوي على المواد التي تحتوي عليها الأسمدة و لكن على شكل محلول مائي. بالرغم من أهمية الري, فإن زيادة الري عن الحد المطلوب يلحق الضرر بالنباتات. أخيرا, إن أسعار المحلول بمختلف أنواعها زهيدة و هي متواجدة في المتاجر الزراعية. و لمعرفة كيفية تحضير محلول مغذي عضوي في منزلك, إقرأ مقالة المحلول العضوي المغذي. ملاحظة: لا يجب إستخدام المحلول الغذائي في حال كانت التربة المستخدة هي تُربة الحقل بل يفضل إستخدام السماد العضوي معها.

زبل البقر: هو من الأسمدة العضوية, يتم إستخدامه فقط في تسميد تربة الحقل.

التسميد: إن خلطات الأتربة التي لا تحتوي على تربة الحقل تحتاج إلى التسميد بشكل أكبر من الخلطات التي تحتوي على تربة الحقل, لأن الأولى ليس فيها من المواد المغذّية كما في الثانية. و لكن بشكل عام, يجب تسميد جميع أنواع الخلطات بشكل مستمر و منظّم (كل ثلاثة أسابيع). يمكن للمزارع أن يضيف السماد العضوي للخلطات قبل إستخدامها إن لم تكن تحتوي عليه. و بما أن عملية تسميد البيئة (media) أو التربة كل ثلاث أسابيع مُرهقة, يمكن الإستغناء عن إستخدام الأسمدة العضوية و إستخدام المحلول المغذي بدلا منها - بالطريقة التي أوردناها.

ليست هناك تعليقات: