نتيجة للزيادة المطردة في التعداد السكاني في العالم, ولتوفير الغذاء للجميع, لجأت كثير من الدول والشركات الصناعية الكبرى إلى التدخل في الطبيعة، من خلال بعض الممارسات والُمدخلات كالتسميد والمكافحة والتهجين، من اجل إنتاج بذور ذات إنتاجية عالية، أو مقاومة لنوع معين من الأمراض.
وآخر هذه الممارسات الهندسة الوراثية التي لا تزال تثير جدلا واسعا على مستوى العالم، أدت إلى الإخلال في التوازن الطبيعي أو البيئي, إضافة إلى ظهور بعض الأضرار على الإنسان والحيوان، من خلال تراكم بعض السموم والمعادن في الجسم والتي يظهر أثرها بعد فترة زمنية , مما يلفت الأنظار إلى هذه المدخلات المستخدمة, وضرورة وضع بعض التشريعات والقوانين للحدّ من استيراد أنواع معينة من المبيدات.
"الغمر" وهو عبارة عن 5 -6 شمايل ويستطيع الرجل حمل "عبطة" قش وهي عبارة عن 2 - 3 اغمار ويسمى في وسط البلاد "حضنا" و "الغمر" هي الكلمة الاكثر شيوعا وثباتا في الفكر الشعبي عن المسميات الاخرى. ومن الامثال الشعبية حول المصطلح "في ايار الغمر طيار"، لذلك عادة ما يربص الغمر بحجر لئلا تطيره الرياح.
"الكتّة" او "القتّة" هي ما تحمله النساء على رؤوسهن او اكتافهن وتقدر كل "قتّة" 4 - 8 اغمار حسب قدرة المرأة على الحمل او طول حبلها الذي تحزم فيه القش، مجموع القتت تسمى "حلّه" وهي ناتج الموقع الواحد، أي قطعة الارض المحصودة. بعد هذا كله وبعد ان تتراكم الغمور والشمايل على ارض الحقل المحصود يأتي دور الجِمال لنقل الحمل من الحقل الى البيدر مسرح دربها وتذريتها. والجمال من اكثر وسائل النقل شهرة وكفاءة في النقل، ليس للحصادين فحسب وانما لكثير من المنتجات الزراعية والصناعية في فلسطين، ويعود ذلك لقدرتها على تحمل السفر والصبر على المتاعب بجلد يفوق بقية الحيوانات الاخرى التي كانت تستخدم في المناطق الجبلية والوسطى من البلاد، ان اغاني الجمال كثيرة ولكن اشهرها في منطقة الشمال الاغنية التي تقول:
ما هي الزراعة العضوية ؟
هي نظام زراعي واقتصادي واجتماعي وبيئي شامل، يستخدم الطرق الطبيعية التي تحافظ على خصوبة التربة ويبقي المحاصيل والحيوانات بحالة صحية جيدة. والهدف المركزي منها هو العمل مع الطبيعة وجعل الطبيعة تعمل معنا في إنتاج المواد الغذائية.
وبما أن التربة هي العنصر الرئيسي للانتاج فان الزراعة العضوية تضع جهودا كبيرة في تحسين خصوبة التربة، فهي تعتمد منهجية تغذية التربة بدلا من تغذية النبات كأساس للانتاج، عن طريق تدوير العناصر الغذائية الطبيعية باستخدام المواد الموجودة في المزرعة.
لماذا الزراعة العضوية ؟
عملت الزراعة المتبعة في ايامنا على تدمير الكثير من الأراضي والنظم البيئية اكثر من أي وقت مضى، فقد عمد المزارع إلى استخدام كميات متزايدة من الأسمدة والمبيدات من اجل الحفاظ على إنتاج عال، ومع ذلك ظهرت آفات جديدة واندثرت كائنات حيّة مفيدة. وهذا عمليا يقلل من الإنتاج وجودته، بسبب الموت البطيء للتربة.
وفي الزراعة العضوية تعتبر التربة عنصرا رئيسيا نتعامل معها على أنها كائن حي، وليست مجرد بيئة لنمو النبات. فالتربة هي بمثابة القلب النابض للنظام الزراعي. ومن خلال الزراعة العضوية يتم تطوير أنظمة زراعية جديدة تحاول المواءمة والنظر إلى قوانين الطبيعة، بحيث لا تؤدي إلى تدهور خصوبة التربة، بل على العكس: بنائها من خلال الاستفادة مما هو موجود في المزرعة والبيئة المحلية. بينما يتم التعامل في الزراعة التقليدية مع الحشرات والأمراض على أنها أعداء يجب القضاء عليها بكل الوسائل ومهما كلف الثمن.
وللحشرات دورها في الزراعة العضوية تقوم به وفق ما منحتها الحكمة الالهية، فهي ليست مشكلة او مسبّبة للدمار. وإذا استطاع المزارع الحفاظ على خصوبة التربة فباستطاعتها مقاومة الآفات.
الأهدا ف الأساسية للإنتاج العضوي
تهدف الزراعة العضوية الى تطوير نظام زراعي مستدام, ويبنى الإنتاج الزراعي العضوي على المبادئ التالية:
* المحافظة على صحة الإنسان.
* نتاج غذائي ذي جودة عالية وبكمية كافية.
* تشجيع وتعزيز الدورات البيولجية داخل النظام الزراعي، مثل الكائنات الحية الدقيقة والنباتات والحيوانات.
* الحفاظ على خصوبة التربة وزيادتها على المدى الطويل.
* استخدام الموارد المتجددة إلى أقصى درجة ممكنة في نظم الإنتاج.
* التقليل من جميع أشكال التلوث إلى أدنى حد ممكن.
* ايجاد توازن متناسق بين انتاج المحاصيل وتربية الحيوانات.
مبادئ التحول إلى الزراعة العضوية
1 - متطلبات التحول: لكي يعمل نظام زراعي مستدام على الوجه الأمثل, يجب تنظيم التنوع في إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات بطريقة تؤدي إلى تفاعل بين جميع عناصر الإدارة الزراعية, ويمكن تحقيق التحول خلال فترة زمنية، ويجوز تحويل إحدى المزارع خطوة خطوة ، لكن يجب تحويل مجمل إنتاج المحاصيل وتربية جميع الحيوانات إلى إدارة عضوية، ويجب أن تكون هناك خطة تبين كيفية المضي بعملية التحول وان تكون هذة الخطة قابلة للتحديث عند الحاجة.
2 - الإنتاج المتوازي: يجب وضع خطة لتحويل المزرعة برمتها بما في ذلك الحيوانات، حسب مقاييس الزراعة العضوية خلال فترة من الزمن.
3 - ديمومة الإدارة العضوية: المزرعة العضوية التي يجرى تحويلها يجب ألا تكون عرضة للتبديل بين الإدارة العضوية حينا والإدارة التقليدية حينا آخر.
4 - إنتاج المحاصيل: يجب أن تحصل جميع البذور والنباتات المستخدمة في الإنتاج على شهادة تفيد بأنها عضوية. حيت لا مكان نهائيا في الزراعة العضوية للبذور والنباتات المعدلة بطريقة الهندسة الوراثية. ولكن إذا لم تتوفر بذور ومواد تحمل شهادات تفيد بأنها عضوية وجب استعمال بذور تقليدية غير معالجة كيماويا.
5 - طول فترة التحويل: ان اقامة نظام اداري عضوي وتعزيز خصوبة التربة يتطلبان فترة مؤقتة هي: فترة التحويل، وهذة الفترة قد لا تكون دائما ذات امتداد كاف لتحسين خصوبة التربة, ولكنها الفترة التي تبدأ فيها جميع الإجراءات اللازمة لبلوغ هذه الأهداف، وعلى فترة التحويل ان تكون متكيفة مع الاستعمال السابق للأرض.
6 - التنوع في إنتاج المحاصيل: يجب العمل على تحقيق تنوع في الاصناف مع التقليل من فقد المغذيات في التربة الى الحد الادنى ويتم ذلك بتعاقب زراعة المحاصيل بأنواعها المختلفة بما في ذلك البقوليات, والعمل على تغطية ملائمة للتربة على مدار العام، اذا امكن، بانواع نباتية مختلفة.
7 - ادارة الآفات والأمراض والأعشاب: يجب تنفيذ نظم الزراعة العضوية بطرق تضمن اقل نسبة من الخسائر الناتجة عن الآفات والأمراض, ويتم التركيز على استعمال محاصيل وأصناف تأقلمت مع الظروف البيئية وبرنامج تسميد متوازن , وتربة خصبة ذات نشاط بيولوجي عال. ودورات زراعية صحيحة وزراعة مصاحبة مع استعمال وسائل العزل المختلفة.
8 - خطة التسميد: يجب إعادة كميات كافية من المواد التي تتحلل بيولجيا والتي هي من اصل نباتي او حيواني إلى التربة لزيادة، او على الأقل، الحفاظ على خصوبتها. ولكن يجب ألا تشكل الأساس لبرنامج التسميد بل مكملة له من اجل اعادة تدوير المغذيات المنتجة من مخلفات المزرعة العضوية.
ونشير هنا الى انه يجب الابتعاد عن الاسمدة الناتجة عن تدوير مخلفات المدن لأنها تحتوي على الكثير من المواد السامة. كما يجب عدم استخدام المخلفات الحيوانية التي لا تتغذى على أعلاف عضوية, ويجب عدم استخدام السماد النايتروجيني المصنع كيماويا، بل الاعتماد على المصادر العضوية وتشجيع النشاط البيولوجي للتربة عن طريق تطبيق الدورة الزراعية، بحيث تكون البقوليات احد عناصرها الرئيسية.